منذ يوم واحد
"وهم الطيبة".. قراءة في استنزاف الذات
أصدرت المعالجة النفسية الأميركية أندريا ماثيوز كتابها الجديد "وهم الطيبة: ظلماتك خلف الضوء وحقيقتك خلف القناع"، الذي نُقل إلى العربية عن طريق المترجم أدونيس سالم والصدار عن دار "نوفل/هاشيت أنطوان"، ضمن سلسلة "إشراقات" لكتب تنمية الذات.
ترى ماثيوز أن كثيرين يقعون في فخ ما تُسميه بـ"متلازمة الفتى الطيب"، حين يضطرون إلى قول "نعم" دائمًا خوفًا من الإحساس بالذنب أو خيبة الآخر. وتؤكد في كتابها أن هذا النوع من السلوك ليس طيبةً خالصة بقدر ما هو استنزاف للذات وإرضاء مشروط يزرعه المجتمع ويعززه المحيط.
ويطرح الكتاب، الذي جاء في 296 صفحة، فرضية أن كثيرًا من الناس يرتدون "قناع الطيبة" ليضمنوا القبول الاجتماعي، بينما يكبتون احتياجاتهم ورغباتهم الحقيقية. وتعتبر ماثيوز أن "الطيبة السامّة" كما تسميها، تنبع من عقد شخصية، لا من تعاطف حقيقي، وتدفع الإنسان لمنح ما لا يستطيع منحه أصلًا، فقط ليظل مقبولًا.
يتوزع الكتاب إلى خمسة أقسام رئيسية، تبدأ بتفكيك مفهوم "الطيبة" من منظور نفسي، ثم تنتقل إلى كشف "أكاذيب الطيبين" مثل: "يجب أن أسامح دائمًا" أو "مساعدة الآخرين هدف الحياة"، قبل أن تنتقل إلى طرح أدوات للتعامل مع الانفعالات الصعبة، وبناء علاقة صحية مع الحدس والرغبة والتمييز، وصولًا إلى "السلام الداخلي".
تؤكد ماثيوز أن التحرر من قناع الطيبة لا يعني التخلي عن الإنسانية، بل العودة إلى الذات الأصلية، والانطلاق منها بثقة، دون قسر أو استرضاء. فالطيبة الحقيقية -بحسبها- لا تُستجدى، بل تُمنح من موقع القوة والاتزان.